كيفية علاج الخوف والقلق:
يعد شعور الخوف من أقوى المشاعر التي من الممكن للشخص أن يشعر بها، فهو يؤثر بشكل كبير على عقل وجسد الشخص، ويمكن أن يستمر الشخص بالإحساس بالخوف والقلق لمدة قصيرة أو قد تطول هذه المدة لدرجة أن يعلق الشخص بالمشاعر السلبية بشكل يؤثر على حياته وصحته
غالبا ما تجد لدى كل شخص شيء يخافه؛ فالبعض يخشى الحشرات، أو الأماكن المغلقة، أو المرتفعات. عندما نواجه هذه المخاوف، قد تتلاحق ضربات قلوبنا أو تتعرّق أيدينا. وهذا ما يسمى “threat fear response” أو الخوف الناجم عن التهديد، وهو موجود لمساعدتنا على تجنب الألم المحتمل.
التغلب على الخوف
تُعَالَج العديد من الاضطرابات المتعلقة بالخوف باستخدام العلاج بالتعرُّض. وهذا يساعد الناس على نسيان الخوف الناجم عن التهديد، وذلك عن طريق كسر الترابط بين “المُحفِّز” (صورة أو صوت يسبب تلك الاستجابة) وبين العواقب المؤذية للتهديد؛ وهذا عن طريق أن يُعرَّض المريض للمُحفز لكن دون أن يُعرَّض للعواقب.
على سبيل المثال، قد يستمع الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة -خلال العلاج- إلى أصوات صاخبة باستخدام السماعات، من دون تعرّض حقيقيّ لمعركة قتالية. في النهاية، يتعلم الشخص الفصلَ بين المُحفز وبين النتيجة المتوقعة من التهديد، وبالتالي يقلّ الخوف الناجم عن التهديد أو ينعدِم تماما.
ومع ذلك، لا يمكن استخدام العلاج بالتعرض دائما، ولا سيما في الحالات التي يكون إعادة التعرض فيها مؤلِما وغيرَ أخلاقي (مثل حالات الاعتداء والأذى). هناك بعض أساليب العلاج الواعدة في التعامل مع اضطرابات الخوف ومعالجتها، مثل الخيال الاسترشادي (إذ يطلب المعالجون من المرضى تكوين صور ذهنية لاستبدال المُحفّزات المادية الملموسة). يسمح الخيال (وهو محاكاة واعية لشيء ما في أذهاننا) للمرضى بالانغماس في منبّهات مُحفِّزة ولكن بطريقة مُحكَمة، وبالوتيرة المناسبة لهم، ولهذا السبب قد يكون نوعا جديدا وواعدا لأساليب العلاج.
كيفية علاج الخوف والقلق:
1. طرق التغلب جسمانيًا على الخوف
كيف أتخلص من الخوف؟ إليك مجموعة من طرق التي تساعد في علاج الخوف الجسمي، وتشمل:
- اتّباع تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق، واليوغا.
- اتبّاع نظام غذائي صحّي، فهناك العديد من الأطعمة التي تحارب الخوف والقلق.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لقدرتها على توجيه تفكير الفرد وإبعاده عن التفكير بالخوف، فالدماغ يستطيع التركيز بفعل واحد كلًا على حدة، تعد من الطرق التي تساعد في التغلب على الخوف.
2. طرق التغلب فكريًا وسلوكيًا على الخوف
أما طرق التغلب على الخوف الفكري والسلوكي، فيشمل ما يأتي:
- كتابة الأشياء التي يشعر الفرد بالامتنان لوجودها.
- تقدير الشجاعة الذاتيّة.
- فهم المخاوف، أحيانًا فهم المخاوف والتصريح عنها يعطي الفرد قوة للتّغلب عليها.
- تحديد ما إذا كان الخوف حقيقيًا، فكثير من المخاوف تكون عبارة عن مخاوف غير عقلانية وتخيلات.
- التفكير بشكل بعيد الأمد، بالرغم من أن التفكير بشكل بعيد الأمد بالخوف قد لا يحل المشاكل الموجودة حاليًا، إلا أنه يساعدنا بالتفكير بشكل منطقي أكثر.
- التثقيف، عندما يكون القلق سببه الخوف من المجهول، فالتثقيف يساعدنا على الرؤية اعتمادًا على معلومات وحقائق ثابتة بدلًا عن التخمين.
- التدرّب وتقمُّص الأدوار خاصًة إذا كان الخوف سببه الكائنات أو المواقف أو الأحداث المستقبلية، فمثلًا إذا كان الخوف من التحدث أمام حضور، فإن تقمُّص دور المُتحدّث والتدرّب يساعد على التخلص من الخوف.
- تصوّر النجاح، فتصوّر نجاح خطوة ما قبل القيام بها يسهّل تحقيقها؛ لأن التخطيط الذَهني يساعد الفرد على اتباع المسار المرسوم مسبقًا.
- معرفة حجم الخوف من أبرز طرق التغلب على الخوف، فأحيانًا الخوف من المشكلة يكون أكبر من المشكلة نفسها.
- السير على خطى الآخرين إذا كان الخوف من شيء تم تحقيقه من قبل، فإن اللجوء إلى شخص حققه قد يساعدك بالتخلص من الخوف بشكل أسرع.
- الحفاظ على الإيجابية؛ لأنها تساعد على الاستمرارية حتى بعد الفشل الأولي.
- المرونة، فعند فشل طريقة ما يجب على الفرد أن يكون مرنًا بما فيه الكفاية لتجربة طريقة أخرى.
- العلاج بالتعرض المتكرر، حيث يقوم على أساس تقليص حجم المخاوف بهدف الاعتياد عليها، ويجب أن تتم تحت إشراف اخصائي الصّحة النفسية، ومن أهم التقنيات المستخدمة في العلاج بالتعرض المتكرر:
- إزالة التحسس المنهجيّة (Systematic Desensitization): يتم تعريض الفرد بشكل تدريجي لسلسلة من مواقف تتضمن مصدر الخوف، فإذا كان الفرد يشكو من الخوف من الثعابين تبدأ السلسلة بالتّحدث عن الثعابين، ثم بعرض صور خاصة بالثعابين.
- الاجتياح (Flooding): تقوم على أساس أن الخوف هو من المشاعر المكتسبة والمُتعلَّمة، والتغلّب على الخوف يكون فقط من خلال تجاوزها ونسيانها.
أسباب الخوف
بعد أن قمنا بالتعرف على أبرز طرق التغلب على الخوف لا بدّ الآن من التنبيه إلى أن هنالك عدة عوامل تسبب الخوف، منها ما هو مُعقد، وينتج عن تجارب سابقة، ومنها ما هو مباشر ينتج فور التعرض لظرف ما، نذكر بعضها:
- المخاطر البيئية الحقيقية.
- بعض الكائنات والمواقف، مثل: ورهاب الطيران، ورهاب العناكب.
- الخوف من المجهول.
- الخوف من الأحداث المستقبليّة.
- التخيّلات الوهميّة.