الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري : تُعرّف ظاهرة الاحتباس الحراري، أو ظاهرة الاحترار العالمي (بالإنجيزيّة: Global Warming) أو ظاهرة الدفيئة (بالإنجليزية: Greenhouse)،هو ارتفاع درجة الحرارة الأرض بسبب ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وبعض الغازات الأخرى في الجو، وهي الغازات المعروفة ب الدفيئة.
الاحتباس الحراري :
هو ارتفاع درجة حرارة الارض السطحية المتوسطة لكوكبنا مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وبعض الغازات الأخرى في الجو. تُسمى هذه الغازات بـ “الغازات الدفيئة” لأنها تساهم في رفع حرارة الأرض السطحي، وقد لوحظت زيادة في متوسط درجة حرارة الارض منذ منتصف القرن العشرين مع استمرارها المتصاعد حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار 1.2°م منذ بداية القرن الماضي، وقد أقرت اللجنة الدولية أن الغازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجات الحرارة المُسجل منذ منتصف القرن العشرين في حين أن الظواهر الطبيعية مثل ضوء الشمس والبراكين لها تأثير صغير في الاحتباس الحراري والتبريد منذ ما قبل الثورة الصناعية.
فخلال القرن الماضي ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحيّة العالميّة من (0.3 إلى 0.6) درجة مئوية، وهي تمثّل أكبر زيادة في درجة حرارة سطح الأرض خلال الألف عام الماضية، ومن المتوقع زيادة أكبر في درجات الحرارة خلال هذا القرن، إذ أنّ متوسط درجة الحرارة العالميّة في الوقت الحالي تبلغ 15 درجة مئوية، ويتوقع علماء الطقس زيادتها من 2-4 درجة مئوية بحلول عام 2100.
أسباب الاحتباس الحراري:
الاحتباس الحراري عملية طبيعية تساعد في الحفاظ على درجات حرارة مناسبة للحياة وبدونها يمكن أن تتحول الأرض إلى كوكبٍ غير صالح للسكن، لكن زيادة تركيز الغازات الدفيئة الناتجة عن زيادة النشاط البشري قد ضاعفت من تأثير الاحتباس الحراري بشكل كبير مما تسبب في الاحتباس الحراري الضار. والغازات الدفيئة الرئيسة الناجمة عن النشاط البشري هي ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والميثان الهالوجيني والكربون .
بسبب زيادة نسبة بعض الغازات ، كغازات ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وبخار الماء، والميثان (CH4)، وغيرها من الغازات الأخرى، ويكون تأثير بخار الماء -من بين الغازات المسببة جميعها- الأكبر من نوعه في هذه الظاهرة، وتتميّز هذه الغازات بأنّها منفذة لمعظم الأطوال الموجية للأشعة الشمسية، فهي تسمح بوصولها إلى سطح الأرض، لكنها من جهة أخرى غير منفذة نسبياً للأشعة تحت الحمراء، والإشعاع الحراري، إذ يتمّ امتصاصهما في الغلاف الجوي وعلى سطح الأرض، من قِبَل هذه الغازات، ثمّ تُحولّهما إلى حرارة، ويصبح من الصعب إعادة إشعاعها من الأرض إلى الفضاء الخارجي مرة أخرى.
آثار الاحتباس الحراري
إن لظاهرة الاحتباس الحراري آثار عدّة تضر الكرة الأرضية والبيئة والمناخ والكائنات الحية ومنها:
التغير في درجة الحرارة
درجة حرارة الأرض غير ثابت فهي تختلف من طبق الى اخرى ، فدرجة حرارة الهواء السطحي فوق اليابسة ترتفع بشكل أسرع من المحيطات وبالتالي تكون أكبر زيادة في درجة حرارة السطح فوق القطب الشمالي وسيؤدي ذلك لذوبان الثلوج والجليد في البر والبحر وانخفاض مساحة الأسطح المغطاة بالثلوج والجليد مما يزيد من الاحتباس وارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بنسبة الضعفين أسرع من بقية أنحاء كوكب الأرض.
تغيُّر أنماط هطول الأمطار
هناك عَلاقة مباشرة للاحتباس الحراري بالتغيُّر في أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم فقد شهدت بعض المناطق زيادة في هطول الأمطار الغزيرة أكثر من المعتاد كالمناطق القطبية وشبه القطبية وانخفضت في مناطق خطوط العرض الوسطى ومن المتوقع حدوث زيادة في هطول الأمطار بالقرب من خط الاستواء وانخفاض في المناطق شبه الاستوائية.
هذه التغييرات في أنماط الهطول ستؤدي إلى زيادة فرص تغير الطقس في العديد من المناطق فانخفاض هطول الأمطار في الصيف في أمريكا الشِّمالية وأوروبا وأفريقيا وزيادة معدلات التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى الجفاف في بعض المناطق بينما ستشهد بعض المناطق فيضانات كبيرة بسبب زيادة هطول الأمطار الغزيرة.
ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحر
توقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن القطب الشمالي سيكون خاليًا فعليًا من الجليد البحري الصيفي بحلول عام 2050، فقد ساهم ذوبان الجليد في الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم والصفائح الجليدية الكبيرة في غرينلاند وأنتاركتيكا في ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات، كما أن التمدد الحراري للمحيطات والبحار له دور أيضًا في هذه الزيادة ويعني أن مياه البحر أو المحيط تأخذ مساحة أكبر مع ارتفاع درجة حرارتها، وقد ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بين عامي 1901 و 2010 حوالي 19 سم.
الأعاصير المدارية
سجل العلماء زيادة في درجات حرارة السطح وكثافة الأعاصير في المحيط الأطلسي منذ السبعينيات وقد اشارت هذه النتائج إلى أن الاحتباس الحراري له تأثير على أعاصير المحيط الأطلسي ويعتقد العلماء أنه من المحتمل أن يؤدي الارتفاع المستمر في درجات حرارة المحيطات الاستوائية إلى حدوث أعاصير أقوى على مستوى العالم في القرن المقبل.
التأثير البيئي
يؤثر الاحتباس الحراري على النُظم البيئية وعلى التنوع الحيوي للنباتات والحيوانات وأشكال الحياة الأخرى فالكائنات الحية تحدد نطاقاتها الجغرافية من خلال التكيف مع بيئتها بما في ذلك أنماط المناخ طويلة الأجل، والتغيرات المناخية المفاجئة الناجمة عن الاحتباس الحراري يمكن أن تقلص موائل الكائنات الحية، وقد غيرت بعض النباتات والحيوانات نطاقاتها الجغرافية استجابة لارتفاع درجات الحرارة بالفعل، فعلى سبيل المثال وجد علماء الأحياء أن أنواعًا معينة من الفراشات والطيور في نصف الكرة الشمالي هاجرت شمالًا لتجنب هذا الارتفاع.
حلول الاحتباس الحراريّ:
تلعب الدول دوراً مهماً في الحد من انبعاثات الكربون من خلال سن القوانين، ووضع اللوائح هذا المجال كفرض ضريبة الكربون على المصانع والمؤسسات المعنيّة، وهناك إنجازات دوليّة مهمة للمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ أو الاحترار العالمي أو ظاهرة الدفيئة، منها:
1. قمة العمل المناخي 2019
تمّ عقد قمة العمل المناخي (بالإنجليزيّة: Climate Action Summit) في 23 أيلول/ سبتمبر عام 2019م بهدف تحقيق التعاون بين الأطراف المشاركة لإيجاد إجراءات سريعة وفعّالة لمواجهة مشكلة التغيُّر المناخي، وذلك من خلال عقد اجتماع مع قادات حكومات العالم، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، وقد تمّ وضع مجموعة من الأسس والحلول المشتركة والمتعلّقة بالصناعات الثقيلة، والطاقة، وغيرها من القطاعات التي لها دور بارز في حل هذه المشكلة، وتمّ الاتفاق على عقد قمة أخرى عام 2020م لتجديد الالتزامات.
2. جائزة نوبل للسلام
تساهم جائزة نوبل للسلام (بالإنجليزيّة: Nobel Peace Prize) في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ من خلال تشجيع الأفراد على نشر المعرفة المتعلّقة بمشكلة بالتغيُّر المناخي وعلاقة الإنسان به، والتشجيع على وضع حلول من أجل الحد من تلك الظاهرة، وفي عام 2007م استحقَّ كل من اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة (IPCC) ونائب رئيس الولايات المتحدة سابقاً ألبرت أرنولد غور (Albert Arnold Gore) جائزة نوبل للسلام مناصفة بسبب إنجازاتهما في ذلك المجال.
كما يوجد العديد من الممارسات الفردية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ومنها إعادة التدوير والتقليل من استخدام مكيفات الهواء واستخدام المصابيح والأجهزة الموفرة للطاقة واستخدام كميات أقل من الماء الساخن، وإطفاء الأجهزة غير المستخدمة،واستخدام الاشياء الصديقة للبيئة .