البيتكوين
البيتكوين (بالإنجليزية: Bitcoin) عملة رقمية مؤمنة عن طريق التشفير، يتم العمل بها خارج ولاية سلطة مركزية. نشأت هذه العملة عام 2008 من قبل شخص غير معروف أطلق على نفسه اسم ساتوشي ناكاموتو، لكن بدء العمل بها منذ 2009 ولم تتوقف منذ ذلك الحين وتم طرح العملة بشكل أساسي كي يتم استخدامها في عمليات الدفع التي لا تخضع إلى رقابة من جانب الحكومات، أو إلى رسوم معاملات، أو تأخير في التحويلات – على عكس العملات التقليدية الورقية.
في عام 2010، كان يبلغ سعر البتكوين نحو 0,003 سنت للعملة الواحدة. وفي 2017، ارتفع سعر العملة ليبلغ 4200 دولار أمريكي – على الرغم من أن هذه القيمة شهدت تقلبات، مع تحركات يومية متأرجحة ومتكررة. وفي هذا الوقت، ظهر العديد من العملات الافتراضية الأخرى، ولكل عملة منها مزاياها الخاصة. بيد أن قليلا من هذه العملات يحظى بقيمة كبيرة، إلا أن للبيتكوين منافسون في شكل الإيثر والبتكوين كاش، بالإضافة إلى الليتكوين بشكل أقل.
أول عملية شراء تمت بواسطة بتكوين:
كانت مقابل قطعتان بيتزا، عندما قام مبرمج يدعى لازلو هانيتش بنشر نقاش على منتدى البتكوين طلب فيه شراء قطعتين بيتزا كبيرتا الحجم مقابل 10،000 بتكوين في 18 مايو 2010، بعد 11 عام على تلك العملية تجاوزت قيمة الـ 10,000 بتكوين التي تم دفعها مقابل قطعتا البيتزا $318000000.
كيف يعمل البيتكوين؟
يحتاج البيتكوين إلى اثنين من الآليات الأساسية للعمل: البيانات المتسلسلة وعملية التعدين.
البيانات المتسلسلة عبارة عن سجل رقمي مشترك يتألف من جميع معاملات البيتكوين المنفذة حتى هذه اللحظة. ويتم تجميع هذه المعاملات معًا على شكل “مجموعات”، يتم تأمينها عن طريق التشفير خلال عمليات التعدين، وترتبط مع بعضها البعض.
يمكن لأي شخص الوصول إلى البيانات المتسلسلة في أي وقت، كما أنه لا يمكن تغييرها إلا بناءً على رغبة والقدرة الحاسوبية للغالبية العظمى من الشبكة، وهذا يعني أنه يكاد يكون من المستحيل حدوث تعديل بأثر رجعي، أي أنك لن تقع ضحية للخطأ البشري باللإضافة إلى عدم وجود نقطة عطل واحدة.
التعدين هو العملية المطلوبة لتأمين هذه المجموعات، وعن طريق القيام بذلك، يتم إصدار وحدات جديدة من العملة الافتراضية. وتعرف هذه الوحدات باسم “مكافأة المجموعة”. في حالة البيتكوين، تعادل المكافأة حاليًا 12,5 بيتكوين، وإن كان ذلك ينشطر إلى نصفين كل أربع سنوات أو نحو ذلك.
التعمية :
تُعتبر البيتكوين عُملة معمّاة (بالإنجليزية: cryptocurrency) ويُقصد بذلك أنها تعتمد بشكل أساسي على مبادئ التشفير في جميع جوانبها، كما أنها تُعتبر أيضا العُملة الأولى من نوعها والأكثر شهرة وانتشارًا لكن رغم ذلك ليست العُملة التشفيرية الوحيدة الموجودة على شبكة الإنترنت حاليًا. حيث يتوفر ما يزيد عن 60 عُملة تشفيرية مُختلفة منها 6 عُملات يُمكن وصفها بالرئيسية وذلك اعتمادًا على عدد المُستخدمين وبنية كل شبكة، إضافة إلى الأماكن التي يُمكن استبدال وشراء هذه العُملات التشفيرية مُقابل عُملات أخرى. جميع العُملات التشفيرية الحالية مبنية على مبدأ عمل عُملة بيتكوين نفسها باستثناء عُملة Ripple ، وبما أن عُملة بيتكوين مفتوحة المصدر فإنه من المُمكن استنساخها وإدخال بعض التعديلات عليها ومن ثم إطلاق عُملة جديدة.
الخصوصية :
تتمتع عملة البيتكوين بقدر على السرية. مبدئيا الأمر صحيح، حيث أن كل ما تحتاجه لإرسال بعض البيتكوينات لشخص آخر هو عنوانه فقط. لكن بحكم أنه يتم تسجيل كل عملية تحويل في سجل بيتكوين فإنه بالرغم من عدم معرفتك لهوية مالك أي عُنوان إلا أنه بمقدورك أن تعرف كم عدد البيتكوينات التي في حوزته وما هي العناوين التي أرسلت بيتكوينات إليه.
إن قام أحدهم بالإعلان صراحة عن امتلاكه لعناوين بيتكوين مُعينة فإنه سيُصبح بإمكانك معرفة ما هي العناوين التي قامت بإرسال بيتكوينات إليه وما هي العناوين التي أرسل إليها بيتكوينات. الكشف عن عنوان البيتكوين الخاص بك ليس مُستبعدا، حيث أنك ستحتاج إلى إعطائه لغيرك في حال ما إذا احتجت أن يرسلوا لك بعض المال إليه. يُنصح باستخدام عناوين مُختلفة لعمليات تحويل مُختلفة للحفاظ على مُستوى مُعين من المجهولية، رغم ذلك هناك الكثيرون ممن لا يقومون بذلك.
من الناحية التقنية يبقى تتبع مصدر بعض العمليات المشبوهة على شبكة بيتكوين مُمكنا، حيث يكفي تتبع عمليات التحويل إلى غاية وصولها إلى عنوان معروفة هوية صاحبه، وحينها يكفي القيام بعمليات تحقيق عكسية إلى غاية الوصول إلى صاحب الحساب المشبوه.
صحيح بأن كم البيانات المُتعلقة بجميع عمليات التحويل ضخم، إلا أن قوة الحواسيب في تزايد مُستمر وإمكانية تتبع هذه العمليات واردة جدا، بل ويُمكن الجزم بأنه تتبع عمليات سرقة البيتكوينات أسهل بكثير من تتبع سرقة الأموال على هيئتها الورقلية.
تطبيقات الخاصة بيتكوين:
تسمح تطبيقات بيتكوين والتي يُطلق عليها أحيانا اسم عميل بيتكوين للمُستخدمين بالتعامل مع شبكة بيتكوين. في شكله القاعدي يسمح التطبيق بتوليد وحفظ مفاتيح خاصة بالمُستخدم والاتصال بشبكة الند للند الخاص بالعُملة.
تم إطلاق أول تطبيق بيتكوين سنة 2009 من طرف ساتوشي ناكاموتو مُؤسس عُملة بيتكوين كتطبيق مجاني ومفتوح المصدر.
يُستخدم هذا التطبيق -والذي يُطلق عليه عادة اسم تطبيق ساتوشي- كمحفظة على الحواسيب الشخصية للقيام بعمليات دفع إلكترونية أو كخادوم لاستقبال تلك المدفوعات ولخدمات أخرى مُتعلقة بالدفع.
أما تطبيق Bitcoin-Qt فيتم اعتباره كتطبيق مرجعي بحكم أنه يُمثل الآلية التي يعمل من خلالها بروتوكول بيتكوين ويُعتبر مثالا يُحتذى به لغيره من التطبيقات.
لدى القيام بعمليات شراء باستخدام الهواتف الذكية فإنه عادة ما يتم استخدام تطبيقات بيتكوين تقوم بتوليد و/أو قراءة QR codes لتسهيل مهمة التحويل والدفع. كما تتوفر حاليا عدة تطبيقات تعمل كخواديم تقوم بتأكيد الإجراءات التي تتم على الشبكة وتقوم بإضافتها كتلة تحويلات.
الوضع القانونية :
تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بعملة بيتكوين بأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ«بيتكوين»، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.
وكان قاضٍ فدرالي في الولايات المتحدة قد حكم مؤخرا بأن بيتكوين هي عملة ونوع من أنواع النقد، ويمكن أن تخضع للتنظيم الحكومي، لكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا بعد.
ويرى البعض أن الاعتراف الرسمي يحمل جانبا إيجابيا، وهو إعطاء العملة المزيد من الشرعية، في حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهذا يتعارض مع إحدى ميزات بيتكوين كعملة غير خاضعة لأي جهة.
بيتكوين العالم العربي:
مقارنة مع دول اخرى من العالم بدأت الدول العربية في وقت متأخر باستخدامها حيث أعلن عن قبول هذه العملة لأول مرة في الأردن في بار شاي في العاصمة عمان. وتلى ذلك مطعم بيتزا وصراف آلي في دبي كما أصبح سوق السفير من أوائل الاسواق في الكويت والشرق الأوسط التي تقبل البتكوين في تعاملته. اما بالنسبة للعملة الالكترونية في المشهد الاعلامي العربي فقد بدأت مؤخراً فقرات إخبارية تتحدث عنها ولو بشكل طفيف.
عملية الدفع :
الدفع بواسطة بيتكوين أسهل من الشراء بواسطة بطاقات الائتمان أو المدينة، ويمكن قبوله دون الحاجة لوجود حساب بنكي للتاجر. المدفوعات تتم من خلال برنامج لمحفظة بيتكوين، إما من خلال الحاسوب الشخصي أو الهاتف الذكي، عن طريق إدخال عنوان المستلم والمبلغ المدفوع وارساله.